بَابُ القُرْعَةِ فِي المُشْكِلاَتِ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَقْلاَمَهُمْ سهامهم وسمي السهم قلما لأنه يقلم أي يبرى. أَيُّهُمْ يَكْفُلُ يَكْفُلُ مَرْيَمَ يضمها إلى نفسه ويربيها رغبة في الأجر. مَرْيَمَ يَكْفُلُ مَرْيَمَ يضمها إلى نفسه ويربيها رغبة في الأجر. }[آل عمران: 44] ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : اقْتَرَعُوا اقْتَرَعُوا ألقوا سهامهم في الماء ليروا من يكون أحق بكفالتها. فَجَرَتْ الأَقْلاَمُ مَعَ الجِرْيَةِ ، وَعَالَ وَعَالَ غلب الجرية وارتفع ولم يجر مع الماء وكان ذلك علامة الفوز وأنه صاحب الحق بكفالتها. قَلَمُ زَكَرِيَّاءَ الجِرْيَةَ ، فَكَفَلَهَا زكَرِيَّاءُ وَقَوْلِهِ : { فَسَاهَمَ }[الصافات: 141] : أَقْرَعَ ، { فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِينَ }[الصافات: 141] : مِنَ المَسْهُومِينَ المَسْهُومِينَ المغلوبين وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : عَرَضَ النَّبِيُّ (ﷺ) عَلَى قَوْمٍ اليَمِينَ فَأَسْرَعُوا ، فَأَمَرَ أَنْ يُسْهِمَ بَيْنَهُمْ : أَيُّهُمْ يَحْلِفُالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1179)

"‎مَثَلُ المُدْهِنِ المُدْهِنِ المرائي المضيع للحقوق والذي لا يغير المنكر من الإدهان وهو المحاباة في غير حق.
'المدهن : المضيع للحقوق الساكت على ارتكاب المنكرات' فِي حُدُودِ اللَّهِ ، وَالوَاقِعِ فِيهَا ، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا اسْتَهَمُوا 'الاستهام : الاقتراع' سَفِينَةً ، فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلاَهَا ، فَكَانَ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاَهَا ، فَتَأَذَّوْا بِهِ ، فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ يَنْقُرُ من النقر وهو الحفر في الخشب أو غيره أَسْفَلَ السَّفِينَةِ ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا : مَا لَكَ ، قَالَ : تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلاَ بُدَّ لِي مِنَ المَاءِ ، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1180)

أَنَّ أُمَّ العَلاَءِ - امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ - قَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ (ﷺ) ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ سَهْمُهُ 'السهم : النصيب' فِي السُّكْنَى ، حِينَ أَقْرَعَتْ أَقْرَعَتْ 'أقرع : أجرى القرعة' الأَنْصَارُ سُكْنَى المُهَاجِرِينَ ، قَالَتْ أُمُّ العَلاَءِ : فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَاشْتَكَى ، فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ ، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، فَقُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟" ، فَقُلْتُ : لاَ أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ اليَقِينُ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ" ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أُزَكِّي 'التزكية : المدح' أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَأَحْزَنَنِي وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ أي قوله صلى الله عليه وسلم إشفاقا أن يكون معذبا. ذَلِكَ وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ أي قوله صلى الله عليه وسلم إشفاقا أن يكون معذبا. ، قَالَتْ : فَنِمْتُ ، فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا عَيْنًا عين ماء.
'العين : ينبوع الماء ينبع من الأرض ويجري' تَجْرِي ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : "‎ ذَاكِ ذَاكِ عَمَلُهُ أي فسر العين التي تجري بأنها عمله الصالح الذي كان يعمله وهو الرباط في سبيل الله تعالى وثوابه مستمر إلى يوم القيامة عَمَلُهُ ذَاكِ عَمَلُهُ أي فسر العين التي تجري بأنها عمله الصالح الذي كان يعمله وهو الرباط في سبيل الله تعالى وثوابه مستمر إلى يوم القيامة"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1180)

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ أَقْرَعَ 'أقرع : أجرى القرعة' بَيْنَ نِسَائِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا سَهْمُهَا 'السهم : النصيب' خَرَجَ بِهَا مَعَهُ ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا ، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ وَهَبَتْ 'الهِبَة : العَطيَّة الخاليَة عن الأعْوَاضِ والأغْراض' يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (ﷺ) ، تَبْتَغِي تَبْتَغِي 'تبتغي : تطلب' بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ)المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1181)

"‎لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا يَسْتَهِمُوا 'الاستهام : الاقتراع' عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا لاَسْتَهَمُوا 'استهم : أجرى القرعة بين شيئين' ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ التَّهْجِيرِ 'التهجير : التبكير' لاَسْتَبَقُوا لاَسْتَبَقُوا 'استبق : تنافس وأسرع' إِلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ العَتَمَةِ 'العتمة : صلاة العشاء' وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا حَبْوًا 'الحبو : الزحف كمشي الطفل على الأيدي والركب'"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1181)