شرح حديث الباب

setting

{ إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }[القمر : 49] وَيُقَالُ لِلْمُصَوِّرِينَ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى اسْتَوَى استواء يليق به سبحانه أو المعنى استولى عليه وجعله تحت قهره وسلطانه والعرش مخلوق عظيم من مخلوقاته سبحانه عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي يُغْشِي يأتي عليه فيغطي بظلمته الأشياء التي ترى في ضيائه اللَّيْلَ النَّهَارَ ، يَطْلُبُهُ يَطْلُبُهُ يعقبه بسرعة كمن يطلب شيئا مع حرصه عليه حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ مُسَخَّرَاتٍ مذللات لمصالح الخلق حسب إرادته سبحانه بِأَمْرِهِ ، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ الأَمْرُ الإرادة والتقدير والقضاء والحكم تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : بَيَّنَ بَيَّنَ فرق بينهما الله الْخَلْقَ مِنَ الأَمْرِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ }[الأعراف : 54] وَسَمَّى النَّبِيُّ (ﷺ) الإِيمَانَ عَمَلاً قَالَ أَبُو ذَرٍّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ : سُئِلَ النَّبِيُّ (ﷺ) أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَقَالَ : { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَعْمَلُونَ من الإيمان والطاعات }[السجدة : 17] وَقَالَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم : مُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ ، إِنْ عَمِلْنَا بِهَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ ، فَأَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ وَالشَّهَادَةِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَمَلاًالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3317)