بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ وَمَا تَعْمَلُونَ أي وخلق أعمالكم فأفعال العباد وأقوالهم وتصرفاتهم كلها مخلوقة له سبحانه وتعالى وقيل المعنى الله تعالى خلقكم وخلق أصنامكم التي تصنعونها بأيديكم من الخشب والحجارة ونحو ذلك }[الصافات : 96]

شرح حديث الباب

setting

{ إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }[القمر : 49] وَيُقَالُ لِلْمُصَوِّرِينَ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى اسْتَوَى استواء يليق به سبحانه أو المعنى استولى عليه وجعله تحت قهره وسلطانه والعرش مخلوق عظيم من مخلوقاته سبحانه عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي يُغْشِي يأتي عليه فيغطي بظلمته الأشياء التي ترى في ضيائه اللَّيْلَ النَّهَارَ ، يَطْلُبُهُ يَطْلُبُهُ يعقبه بسرعة كمن يطلب شيئا مع حرصه عليه حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ مُسَخَّرَاتٍ مذللات لمصالح الخلق حسب إرادته سبحانه بِأَمْرِهِ ، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ الأَمْرُ الإرادة والتقدير والقضاء والحكم تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : بَيَّنَ بَيَّنَ فرق بينهما الله الْخَلْقَ مِنَ الأَمْرِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ }[الأعراف : 54] وَسَمَّى النَّبِيُّ (ﷺ) الإِيمَانَ عَمَلاً قَالَ أَبُو ذَرٍّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ : سُئِلَ النَّبِيُّ (ﷺ) أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَقَالَ : { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَعْمَلُونَ من الإيمان والطاعات }[السجدة : 17] وَقَالَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم : مُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ ، إِنْ عَمِلْنَا بِهَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ ، فَأَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ وَالشَّهَادَةِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَمَلاًالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3317)

شرح حديث رقم 7555

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، وَالقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ زَهْدَمٍ ، قَالَ :

كَانَ بَيْنَ هَذَا الحَيِّ مِنْ جُرْمٍ وَبَيْنَ الأَشْعَرِيِّينَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ ، فَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ ، فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ كَأَنَّهُ مِنَ المَوَالِي المَوَالِي 'الموالي : العجم وهم غير العرب' ، فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا شَيْئًا من النجاسة فَقَذِرْتُهُ فَقَذِرْتُهُ 'قذر الشيء : كرهه وأنف منه' فَحَلَفْتُ لاَ آكُلُهُ ، فَقَالَ : هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ : إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ (ﷺ) فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ نَسْتَحْمِلُهُ 'استحمل : طلب دابة يركبها ويحمل عليها' ، قَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكُمْ أَحْمِلُكُمْ 'حمل فلانا : وفر له ما يركبه ويحمل عليه متاعه' وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ أَحْمِلُكُمْ 'حمل فلانا : وفر له ما يركبه ويحمل عليه متاعه' ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ (ﷺ) بِنَهْبِ بِنَهْبِ 'النهب : الغنيمة المنهوبة قهرا' إِبِلٍ إِبِلٍ 'الإبل : الجمال والنوق ، ليس له مفرد من لفظه' ، فَسَأَلَ عَنَّا ، فَقَالَ : أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرِيُّونَ ؟ ، فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ ذَوْدٍ 'الذَّوْدُ من الإبل : ما بين الثَّنتين إلى التِّسْع وقيل ما بين الثَّلاثِ إلى العَشْر واللفْظَة مُؤَنثةٌ، ولا واحدَ لها من لَفْظِهَا كالنَّعَم' غُرِّ غُرِّ 'الغر : جمع الأغر من الغرة وبياض الوجه' الذُّرَى الذُّرَى 'الذروة : أعلى كل شيء' ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا قُلْنَا : مَا صَنَعْنَا حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، أَنْ لاَ يَحْمِلَنَا يَحْمِلَنَا 'حمل فلانا : وفر له ما يركبه ويحمل عليه متاعه' وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا ؟ ثُمَّ حَمَلَنَا حَمَلَنَا 'حمل فلانا : وفر له ما يركبه ويحمل عليه متاعه' تَغَفَّلْنَا تَغَفَّلْنَا جئناه على حين غفلة منه وكنا سبب ذهوله عن اليمين التي وقعت منه
'الغفلة : السهو وقلة التحفظ والتيقظ'
رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) يَمِينَهُ وَاللَّهِ لاَ نُفْلِحُ أَبَدًا ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ : فَقَالَ : لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ أَحْمِلُكُمْ 'حمل فلانا : وفر له ما يركبه ويحمل عليه متاعه' ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ حَمَلَكُمْ 'ما حملك : ما الدافع؟ أو ما السبب؟' ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَتَحَلَّلْتُهَاالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3318)

شرح حديث رقم 7556

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ ،

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : فَقَالَ : قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، فَقَالُوا : إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ المُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ ، وَإِنَّا لاَ نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرٍ حُرُمٍ ، فَمُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ إِنْ عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الجَنَّةَ ، وَنَدْعُو إِلَيْهَا مَنْ وَرَاءَنَا ، قَالَ : آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ : آمُرُكُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ ؟ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ وَإِيتَاءُ 'إيتاء : إعطاء وأداء' الزَّكَاةِ ، وَتُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ : لاَ تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ الدُّبَّاءِ 'الدباء : القرع، واحدها دُبَّاءةٌ، كانوا ينْتبذُون فيها فتُسرع الشّدّةُ في الشراب' ، وَالنَّقِيرِ ، وَالظُّرُوفِ وَالظُّرُوفِ 'الظروف : جمع ظرف وهو الوعاء' المُزَفَّتَةِ المُزَفَّتَةِ 'المزفت : الوعاء المطلي بالقار وهو الزفت' ، وَالحَنْتَمَةِ وَالحَنْتَمَةِ 'الحنتم : إناء أو جرة كبيرة تصنع من طين وشعر وتدهن بلون أخضر وتشتد فيها الخمر وتكون أكثر سكرا'المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3319)

شرح حديث رقم 7557

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ،

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) قَالَ : إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَيُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3319)

شرح حديث رقم 7558

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :

قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) : إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَيُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا أَحْيُوا اجعلوه حيوانا ذا روح إن قدرتم قال في الفتح إنما نسب إليهم تقريعا لهم بمضاهاتهم الله تعالى في خلقه فبكتهم بأن قال إذ شابهتم بما صورتم مخلوقات الله تعالى فأحيوها كما أحيا هو ما خلق مَا خَلَقْتُمْالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3319)

شرح حديث رقم 7559

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ،

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ (ﷺ) يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي ، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً ذَرَّةً 'الذرة : قدر نملة صغيرة' أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةًالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 3320)