شرح حديث رقم 3905

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجَ النَّبِيِّ (ﷺ) ، قَالَتْ :

لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ ، إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) طَرَفَيِ النَّهَارِ ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً ، فَلَمَّا ابْتُلِيَ المُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الحَبَشَةِ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ الدَّغِنَةِ ذكر في الفتح أنها هكذا عند الرواة وعند أهل اللغة الدغنة. وَهُوَ سَيِّدُ القَارَةِ ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَخْرَجَنِي قَوْمِي ، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ أَسِيحَ 'السياحة : الذهاب والسير والتجول الهجرة' فِي الأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي ، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ : فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَجُ ، إِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ المَعْدُومَ 'المعدوم : المفلس أو الفقير' وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ الكَلَّ 'الكَل : الثِّقَل مِن كل ما يُتَكلَّف ، وقيل : العيال ومن يحتاج إلى رعاية ونفقة' وَتَقْرِي وَتَقْرِي 'القِرَى : ما يقدم إلى الضيف' الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ نَوَائِبِ 'النوائب : جمع نائبة وهي ما ينزل بالإنسان من الكوارث والحوادث المؤلمة' الحَقِّ ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ ارْجِعْ وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ ، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ ، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَجُ ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ المَعْدُومَ المَعْدُومَ 'المعدوم : المفلس أو الفقير' وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ الكَلَّ 'الكَل : الثِّقَل مِن كل ما يُتَكلَّف ، وقيل : العيال ومن يحتاج إلى رعاية ونفقة' وَيَقْرِي وَيَقْرِي 'القِرَى : ما يقدم إلى الضيف' الضَّيْفَ ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ نَوَائِبِ 'النوائب : جمع نائبة وهي ما ينزل بالإنسان من الكوارث والحوادث المؤلمة' الحَقِّ ، فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ ، وَقَالُوا : لِابْنِ الدَّغِنَةِ : مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ ، وَلاَ يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلاَ يَسْتَعْلِنْ بِهِ ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، وَلاَ يَسْتَعْلِنُ بِصَلاَتِهِ وَلاَ يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ ، ثُمَّ بَدَا بَدَا 'بدا : وضح وظهر' لِأَبِي بَكْرٍ ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ ، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ ، فَيَنْقَذِفُ فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ يتدافعون ويزدحمون.
'ينقذف : يتجمع ويزدحم'
عَلَيْهِ فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ يتدافعون ويزدحمون.
'ينقذف : يتجمع ويزدحم'
نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً ، لاَ يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ ، عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلاَةِ وَالقِرَاءَةِ فِيهِ ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَانْهَهُ ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ ، وَإِنْ أَبَى أَبَى 'أبى : رفض وامتنع ، واشتد على غيره' إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ نُخْفِرَكَ 'نخفرك : ننقض عهدك' ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلاَنَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي ، فَإِنِّي لاَ أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ أُخْفِرْتُ 'الإخفار : نقض العهد' فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ جِوَارَكَ 'الجوار : الأمان والحماية والمنعة والوقاية' ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالنَّبِيُّ (ﷺ) يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) لِلْمُسْلِمِينَ : "‎إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ، ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ لاَبَتَيْنِ 'اللابة : الصحراء تكثر بها الحجارة السوداء'" ، وَهُمَا الحَرَّتَانِ ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ ، وَرَجَعَ عَامَّةُ عَامَّةُ معظم. مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِينَةِ ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ المَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎عَلَى رِسْلِكَ رِسْلِكَ 'على رسلك : تمهل ولا تعجل' ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي" ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ ؟ قَالَ : "‎نَعَمْ" ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) لِيَصْحَبَهُ ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ رَاحِلَتَيْنِ 'الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال ، ويَقَعُ على الذكر والأنثى' كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ السَّمُرِ 'السَّمُر : هو ضربٌ من شجَرَ الطَّلح، الواحدة سَمُرة' وَهُوَ الخَبَطُ الخَبَطُ ما يخبط بالعصا فيسقط من ورق الشجر.
'الخبط : ما سقط من ورق الشجر'
، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ، قَالَ : عُرْوَةُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ نَحْرِ الظَّهِيرَةِ أول الزوال عند شدة الحر.
'النحر : الذبح'
الظَّهِيرَةِ نَحْرِ الظَّهِيرَةِ أول الزوال عند شدة الحر.
'النحر : الذبح'
، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) مُتَقَنِّعًا مُتَقَنِّعًا مغطيا رأسه.
'التقنع : تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره'
، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي ، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ ، قَالَتْ : فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فَاسْتَأْذَنَ ، فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) لِأَبِي بَكْرٍ : "‎أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ فَقَالَ" ، أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ أَهْلُكَ أي لا يوجد أحد يشك فيه إنما هي زوجتك عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما. ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : "‎فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ" ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : الصَّحَابَةُ الصَّحَابَةُ أريد مصاحبتك. بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎نَعَمْ" ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَخُذْ - بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ رَاحِلَتَيَّ 'الراحلة من الإبل : الصالح للأسفار والأحمال' هَاتَيْنِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎بِالثَّمَنِ" ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ أَحَثَّ من الحث وهو الإسراع. الجِهَازِ الجِهَازِ ما يحتاج إليه في السفر. ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً سُفْرَةً الزاد الذي يصنع للمسافر. فِي جِرَابٍ جِرَابٍ وعاء يحفظ فيه الزاد ونحوه.
'الجراب : إناء مصنوع من الجلد يحمل فيه الزاد أثناء السفر'
، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا نِطَاقِهَا 'النطاق : كل ما يشد به الوسط من ثوب وغيره وهو ثوب تلبسه المرأة وتشد به وسطها فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض وليس له ساقان' ، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَابِ الجِرَابِ وعاء يحفظ فيه الزاد ونحوه.
'الجراب : إناء مصنوع من الجلد يحمل فيه الزاد أثناء السفر'
، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ قَالَتْ : ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ ، فَكَمَنَا فَكَمَنَا فمكثنا مختفيين. فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ ، ثَقِفٌ ثَقِفٌ حاذق فطن.
'الثقف : الحاذق الفطن'
لَقِنٌ لَقِنٌ سريع الفهم حسن التلقي لما يسمعه ويعلمه.
'لقن : فاهم ذكي'
، فَيُدْلِجُ فَيُدْلِجُ يخرج وقت السحر منصرفا إلى مكة.
'الدلج والدلجة : السير في أول الليل ، وقيل في آخره ، أو فيه كله'
مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ بِسَحَرٍ 'السحر : الثلث الأخير من الليل' ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا ، يُكْتَادَانِ يُكْتَادَانِ بِهِ يدبر بشأنهما ويمكر به لهما ويسبب لهما الشر والأذى.
'يكتادان : من الكيد وهو الخبث والمكر والاحتيال'
بِهِ يُكْتَادَانِ بِهِ يدبر بشأنهما ويمكر به لهما ويسبب لهما الشر والأذى.
'يكتادان : من الكيد وهو الخبث والمكر والاحتيال'
إِلَّا وَعَاهُ وَعَاهُ حفظه. ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْحَةً الناقة أو الشاة يعطى لبنها ثم جعلت كل عطية منحة وكذلك تطلق على كل شاة. مِنْ غَنَمٍ ، فَيُرِيحُهَا فَيُرِيحُهَا من الرواح وهو السير في العشي. عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ رِسْلٍ اللبن الطري. ، وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا مِنْحَتِهِمَا 'المنحة : العطية' وَرَضِيفِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا هو اللبن الذي جعل فيه الرضفة وهي الحجارة المحماة لتذهب وخامته وثفله وقيل الرضيف الناقة المحلوبة.
'الرضيف : اللبن الذي جعل فيه الرضفة وهي الحجارة المحماة لتذهب وخامته وثفله ، وقيل : الرضيف الناقة المحلوبة'
، حَتَّى يَنْعِقَ يَنْعِقَ يصبح بغنمه.
'النعيق : الصياح'
بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ بِغَلَسٍ هو ظلام آخر الليل
'الغلس : ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح'
، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثِ ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ ، هَادِيَا خِرِّيتًا خِرِّيتًا 'الخريت : الدليل الماهر في معرفة الطرق' ، وَالخِرِّيتُ وَالخِرِّيتُ 'الخريت : الدليل الماهر في معرفة الطرق' المَاهِرُ بِالهِدَايَةِ ، قَدْ غَمَسَ غَمَسَ 'غمس : شدد وأكد' حِلْفًا فِي آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا ، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، وَالدَّلِيلُ ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ المُدْلِجِيُّ ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ : جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) وَأَبِي بَكْرٍ ، دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ ، فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً أَسْوِدَةً أشخاصا.
'الأسودة : الأشخاص والأجسام من كل شيء من إنسان أو متاع أو غيره'
بِالسَّاحِلِ ، أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، قَالَ سُرَاقَةُ : فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا ، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي المَجْلِسِ سَاعَةً ، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي ، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ أَكَمَةٍ رابية مرتفعة عن الأرض.
'الأكمة : ما ارتفع من الأرض دون الجبل'
، فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي ، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ مِنْ ظَهْرِ من خلف. ظَهْرِ مِنْ ظَهْرِ من خلف. البَيْتِ ، فَحَطَطْتُ فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ نكست أسفله وفي نسخة (فخططت) خفضت أعلاه وجررت زجه على الأرض فخططتها به من غير قصد.
'الزج : النَّصْل أو الرمح أو السهم'
بِزُجِّهِ فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ نكست أسفله وفي نسخة (فخططت) خفضت أعلاه وجررت زجه على الأرض فخططتها به من غير قصد.
'الزج : النَّصْل أو الرمح أو السهم'
الأَرْضَ ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ ، حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا ، فَرَفَعْتُهَا فَرَفَعْتُهَا أسرعت بها السير. تُقَرِّبُ تُقَرِّبُ بِي من التقريب وهو نوع من السير دون العدو وفوق العادة وقيل هو أن ترفع يديها معا وتضعهما معا. بِي تُقَرِّبُ بِي من التقريب وهو نوع من السير دون العدو وفوق العادة وقيل هو أن ترفع يديها معا وتضعهما معا. ، حَتَّى دَنَوْتُ دَنَوْتُ 'الدنو : الاقتراب' مِنْهُمْ ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي ، فَخَرَرْتُ فَخَرَرْتُ 'خر : سقط وهوى بسرعة' عَنْهَا ، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي كِنَانَتِي 'الكنانة : جعبة صغيرة من جلد تحمل فيها السهام' ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ الأَزْلاَمَ 'الأزلام جمع الزلم : وهو السهم الذي لا ريش عليه ، كانوا يقترعون بها في الجاهلية' فَاسْتَقْسَمْتُ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا من الاستقسام وهو طلب معرفة ما قسم. بِهَا فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا من الاستقسام وهو طلب معرفة ما قسم. : أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ ، فَخَرَجَ الَّذِي الَّذِي أَكْرَهُ أي لا تضرهم ولا تقدر عليهم. أَكْرَهُ الَّذِي أَكْرَهُ أي لا تضرهم ولا تقدر عليهم. ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي ، وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ الأَزْلاَمَ 'الأزلام جمع الزلم : وهو السهم الذي لا ريش عليه ، كانوا يقترعون بها في الجاهلية' ، تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ ، سَاخَتْ سَاخَتْ 'ساخت : غاصت' يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ ، حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ ، فَخَرَرْتُ فَخَرَرْتُ 'خر : سقط وهوى بسرعة' عَنْهَا ، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ ، فَلَمْ تَكَدْ تَكَدْ 'تكد : توشك' تُخْرِجُ يَدَيْهَا ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً ، إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ عُثَانٌ الدخان من غير نار وفي نسخة (غبار)
'العثان : الدخان من غير نار أو الغبار أو أثره'
سَاطِعٌ سَاطِعٌ منتشر. فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ بِالأَزْلاَمِ 'الأزلام جمع الزلم : وهو السهم الذي لا ريش عليه ، كانوا يقترعون بها في الجاهلية' ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عَنْهُمْ ، أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالمَتَاعَ ، فَلَمْ فَلَمْ يَرْزَآنِي لم يأخذا مني شيئا ولم ينقصا مالي.
'يرزأ : يأخد من غير شيئا وينقصه'
يَرْزَآنِي فَلَمْ يَرْزَآنِي لم يأخذا مني شيئا ولم ينقصا مالي.
'يرزأ : يأخد من غير شيئا وينقصه'
وَلَمْ يَسْأَلاَنِي ، إِلَّا أَنْ قَالَ : "‎أَخْفِ عَنَّا" ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ كِتَابَ أَمْنٍ كتاب موادعة. أَمْنٍ كِتَابَ أَمْنٍ كتاب موادعة. ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ رُقْعَةٍ 'الرقعة : القطعة من الورق أو الجلد يُكتب فيها' مِنْ أَدِيمٍ أَدِيمٍ هو الجلد المدبوغ
'الأدم : الجلد المدبوغ'
، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ، كَانُوا تِجَارًا قَافِلِينَ قَافِلِينَ 'قفل : عاد ورجع' مِنَ الشَّأْمِ ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ ، وَسَمِعَ المُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) مِنْ مَكَّةَ ، فَكَانُوا يَغْدُونَ يَغْدُونَ 'الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار' كُلَّ غَدَاةٍ غَدَاةٍ 'الغداة : ما بين الفجر وطلوع الشمس' إِلَى الحَرَّةِ ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ أُطُمٍ حصن وقيل بناء من حجر كالقصر.
'الأطم : البناء المرتفع'
مِنْ آطَامِهِمْ آطَامِهِمْ 'الآطام : جمع أطم ، وهي الأبنية المرتفعة المحصنة' ، لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ مُبَيَّضِينَ عليهم ثياب بيض. يَزُولُ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ هو ما يرى في شدة الحر من بعد كأنه ماء والمعنى يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له أو يظهرون فيه تارة ويخفون أخرى.
'السراب : لمعان يبدو من البعد كأنه ماء ناتج عن انكسار الضوء في شدة الحر ويظهر غالبا في الصحراء'
بِهِمُ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ هو ما يرى في شدة الحر من بعد كأنه ماء والمعنى يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له أو يظهرون فيه تارة ويخفون أخرى.
'السراب : لمعان يبدو من البعد كأنه ماء ناتج عن انكسار الضوء في شدة الحر ويظهر غالبا في الصحراء'
السَّرَابُ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ هو ما يرى في شدة الحر من بعد كأنه ماء والمعنى يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له أو يظهرون فيه تارة ويخفون أخرى.
'السراب : لمعان يبدو من البعد كأنه ماء ناتج عن انكسار الضوء في شدة الحر ويظهر غالبا في الصحراء'
، فَلَمْ يَمْلِكِ اليَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعَاشِرَ العَرَبِ ، هَذَا جَدُّكُمُ جَدُّكُمُ حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعون مجيئه. الَّذِي تَنْتَظِرُونَ ، فَثَارَ المُسْلِمُونَ إِلَى السِّلاَحِ ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) بِظَهْرِ الحَرَّةِ ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) صَامِتًا ، فَطَفِقَ فَطَفِقَ 'طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه' مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ - مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) - يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) عِنْدَ ذَلِكَ ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَأُسِّسَ المَسْجِدُ الَّذِي الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى بني من أجل عبادة الله عز وجل الخالصة وهو مسجد قباء. أُسِّسَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى بني من أجل عبادة الله عز وجل الخالصة وهو مسجد قباء. عَلَى الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى بني من أجل عبادة الله عز وجل الخالصة وهو مسجد قباء. التَّقْوَى الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى بني من أجل عبادة الله عز وجل الخالصة وهو مسجد قباء. ، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ ، فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ أي في المكان الذي بني عليه فيما بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. مَسْجِدِ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ أي في المكان الذي بني عليه فيما بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. الرَّسُولِ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ أي في المكان الذي بني عليه فيما بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. (ﷺ) بِالْمَدِينَةِ ، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ ، وَكَانَ مِرْبَدًا مِرْبَدًا هو الموضع الذي يجفف فيه التمر. لِلتَّمْرِ ، لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ رَاحِلَتُهُ 'الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال ، ويَقَعُ على الذكر والأنثى' : "‎هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ المَنْزِلُ" ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) الغُلاَمَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا فَسَاوَمَهُمَا طلب منهما أن يبيعاه المربد ويذكرا ثمنا له. بِالْمِرْبَدِ بِالْمِرْبَدِ هو الموضع الذي يجفف فيه التمر. ، لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا ، فَقَالاَ : لاَ ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَبَى فَأَبَى 'أبى : رفض وامتنع ، واشتد على غيره' رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا ، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا ، وَطَفِقَ وَطَفِقَ 'طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه' رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِي بُنْيَانِهِ وَيَقُولُ ، وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ اللَّبِنَ 'اللبن : ما يعمل من الطين يعني الطوب والآجر' : "‎هَذَا الحِمَالُ لاَ لاَ حِمَالَ خَيْبَرْ لا ما يحمل من خيبر من التمر ونحوه. حِمَالَ لاَ حِمَالَ خَيْبَرْ لا ما يحمل من خيبر من التمر ونحوه. خَيْبَرْ لاَ حِمَالَ خَيْبَرْ لا ما يحمل من خيبر من التمر ونحوه. ، هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ" ، وَيَقُولُ : "‎اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ ، فَارْحَمِ الأَنْصَارَ ، وَالمُهَاجِرَهْ" ، فَتَمَثَّلَ فَتَمَثَّلَ ضربه مثلا بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الأَحَادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرَ هَذَا البَيْتِالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1710)