سُورَةُ النُّورِ : بَاب قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ، فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أي في الرمي بالزنا لزوجته أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ أي يكرر شهادته أربع مرات يقول في كل مرة أشهد بالله أني صادق فيما اتهمتها به من الزنا بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ }[النور : 6]

شرح حديث الباب

setting

سُورَةُ النُّورِ
{ مِنْ خِلَالِهِ خِلَالِهِ جمع خلل وهو الوسط ومنفرج ما بين كل شيئين }[النور : 43] : مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ ، { سَنَا بَرْقِهِ }[النور : 43] : وَهُوَ الضِّيَاءُ ، { مُذْعِنِينَ }[النور : 49] : يُقَالُ لِلْمُسْتَخْذِي مُذْعِنٌ ، { أَشْتَاتًا أَشْتَاتًا متفرقين }[النور : 61] : وَشَتَّى وَشَتَاتٌ وَشَتٌّ وَاحِدٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا أَنْزَلْنَاهَا بيناها قال العيني كذا وقع وقال عياض كذا في النسخ والصواب { أنزلناها وفرضناها } بيناها فقوله بيناها تفسير فرضناها }[النور : 1] : بَيَّنَّاهَا وَقَالَ غَيْرُهُ : سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِجَمَاعَةِ السُّوَرِ ، وَسُمِّيَتْ وَسُمِّيَتْ السُّورَةُ أي من السؤر وهو البقية ولأنها قطعة من القرآن السُّورَةُ وَسُمِّيَتْ السُّورَةُ أي من السؤر وهو البقية ولأنها قطعة من القرآن لِأَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ مِنْ الْأُخْرَى ، فَلَمَّا قُرِنَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ سُمِّيَ قُرْآنًا وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ : الْمِشْكَاةُ الْمِشْكَاةُ يشير إلى قوله تعالى { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح }[النور 35] هذا مثل ضربه الله عز وجل لبيان شدة ضياء الإيمان في قلب المؤمن ووضوح الأدلة والبراهين في الكون الدالة على الله عز وجل واتصافه بصفات الكمال المطلق (الله نور) أي هي قائمة بأمره والخلائق تهتدي فيها للحق بهدايته (كمشكاة) الكوة أي الطاقة غير النافذة في الجدار (مصباح) سراج مضيء : الْكُوَّةُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ إِنَّ عَلَيْنَا القصد من إيراد هذا وما بعده بيان أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى جمع لا من قرأ بمعنى تلا عَلَيْنَا إِنَّ عَلَيْنَا القصد من إيراد هذا وما بعده بيان أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى جمع لا من قرأ بمعنى تلا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }[القيامة : 17] : تَأْلِيفَ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ ، { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }[القيامة : 18] : فَإِذَا جَمَعْنَاهُ وَأَلَّفْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، أَيْ مَا جُمِعَ فِيهِ ، فَاعْمَلْ بِمَا أَمَرَكَ وَانْتَهِ عَمَّا نَهَاكَ اللَّهُ ، وَيُقَالُ : لَيْسَ لِشِعْرِهِ قُرْآنٌ ، أَيْ تَأْلِيفٌ ، وَ سُمِّيَ سُمِّيَ الْفُرْقَانَ بقوله تعالى { وأنزل الفرقان }[آل عمران 4] وبقوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا }[الفرقان 1] الْفُرْقَانَ سُمِّيَ الْفُرْقَانَ بقوله تعالى { وأنزل الفرقان }[آل عمران 4] وبقوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا }[الفرقان 1] ، لِأَنَّهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ : مَا قَرَأَتْ بِسَلًا بِسَلًا السلا هي الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد حين يولد قَطُّ ، أَيْ لَمْ تَجْمَعْ فِي بَطْنِهَا وَلَدًا ، وَيُقَالُ فِي فَرَّضْنَاهَا فَرَّضْنَاهَا أي العمل بما فيها من أحكام وقرأ بتشديد الراء ابن كثير وأبو عمرو وقرأ الباقون بالتخفيف : أَنْزَلْنَا فِيهَا فَرَائِضَ مُخْتَلِفَةً وَمَنْ قَرَأَ : { فَرَضْنَاهَا }[النور : 1] : يَقُولُ : فَرَضْنَا عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَنْ بَعْدَكُمْ وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا }[النور : 31] : لَمْ لَمْ يَدْرُوا ما هي عورات النساء من غيرها فلا يلتفتوا إليها ولا يفكروا فيها يَدْرُوا لَمْ يَدْرُوا ما هي عورات النساء من غيرها فلا يلتفتوا إليها ولا يفكروا فيها ، لِمَا بِهِمْ مِنْ الصِّغَرِ وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : { أُولِي الْإِرْبَةِ }[النور : 31] : مَنْ لَيْسَ لَهُ أَرَبٌ أَرَبٌ حاجة أي في النساء وَقَالَ طَاوُسٌ : هُوَ الْأَحْمَقُ الَّذِي لَا حَاجَةَ لَهُ فِي النِّسَاءِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ : لَا يُهِمُّهُ إِلَّا بَطْنُهُ ، وَلَا وَلَا يَخَافُ أي منه يَخَافُ وَلَا يَخَافُ أي منه عَلَى النِّسَاءِالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2101)

شرح حديث رقم 4745

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ،

أَنَّ عُوَيْمِرًا ، أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي عَجْلاَنَ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا ، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) عَنْ ذَلِكَ ، فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ (ﷺ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) المَسَائِلَ ، فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) كَرِهَ المَسَائِلَ وَعَابَهَا ، قَالَ عُوَيْمِرٌ : وَاللَّهِ لاَ أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) عَنْ ذَلِكَ ، فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ القُرْآنَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ" ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) بِالْمُلاَعَنَةِ بِالْمُلاَعَنَةِ ملاعنة الرجل زوجته وسميت بذلك لقول الزوج في المرة الخامسة وعلي لعنة الله إن كنت كاذبا فيما رميتها به من الزنا بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَلاَعَنَهَا فَلاَعَنَهَا 'اللعان : أن يحلف الزوج أربع شهادات بالله على صدقه في اتهام زوجته بالزنا والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وأن تحلف الزوجة أربع شهادات بالله أنه كاذب في اتهامه لها والخامسة أن لعنة الله عليها إن كان من الصادقين' ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ حَبَسْتُهَا حَبَسْتُهَا أمسكتها عندي وأبقيتها في عصمتي فَقَدْ ظَلَمْتُهَا ظَلَمْتُهَا لم أعاشرها بالمعروف ولم أوفها حقها كزوجة لأن نفسي تأنف من التمتع بها فَطَلَّقَهَا ، فَكَانَتْ فَكَانَتْ الفرقة بينهما سُنَّةً سُنَّةً حكما شرعيا يعمل به لِمَنْ كَانَ بَعْدَهُمَا فِي المُتَلاَعِنَيْنِ المُتَلاَعِنَيْنِ 'التلاعن : أصل اللَّعْن الطَّرْد والإبْعاد من اللّه، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء ، وأن يحلف الزوج أربع شهادات بالله على صدقه في اتهام زوجته بالزنا والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وأن تحلف الزوجة أربع شهادات بالله أنه كاذب في اتهامه لها وال' ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎انْظُرُوا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَسْحَمَ شديد السواد
'الأسحم : الشديد السواد'
، أَدْعَجَ أَدْعَجَ أكحل أو شديد سواد العينين
'الدعج : شدة سواد العينين مع سعتهما'
العَيْنَيْنِ ، عَظِيمَ عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ ضخم العجز مثنى ألية
'الألية : العجيزة، والاست، والدبر'
الأَلْيَتَيْنِ عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ ضخم العجز مثنى ألية
'الألية : العجيزة، والاست، والدبر'
، خَدَلَّجَ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ ساقاه ممتلئتان لحما
'الخدلج : الممتلئ الذراعين والساقين'
السَّاقَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ ساقاه ممتلئتان لحما
'الخدلج : الممتلئ الذراعين والساقين'
، فَلاَ أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ أُحَيْمِرَ تصغير أحمر أي شديد الشقرة كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ وَحَرَةٌ دويبة تترامى على اللحم والطعام فتفسده وهي من أنواع الوزغ - سام أبرص - شبهه بها لحمرتها وقصرها ، فَلاَ أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا"
، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ النَّعْتِ الوصف الَّذِي نَعَتَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) مِنْ تَصْدِيقِ عُوَيْمِرٍ ، فَكَانَ بَعْدُ يُنْسَبُ إِلَى أُمِّهِالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2102)