بَابُ قَوْلِهِ : { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }[هود : 18] وَيَقُولُ الأَشْهَادُ وَاحِدُهُ ، شَاهِدٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ

بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ - أَوْ قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ - سَمِعْتَ النَّبِيَّ (ﷺ) فِي النَّجْوَى النَّجْوَى 'النجوى : الحديث في السر بصوت منخفض' ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ (ﷺ) يَقُولُ : "‎ يُدْنَى يُدْنَى 'يدنى : يقرب' المُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ - وَقَالَ هِشَامٌ : يَدْنُو يَدْنُو 'يدنو : يقترب' المُؤْمِنُ - حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ كَنَفَهُ 'الكنف : الجانب والمراد الستر والعفو والرحمة' فَيُقَرِّرُهُ فَيُقَرِّرُهُ 'يقرره : يجعله يعترف بما ارتكب من ذنوب' بِذُنُوبِهِ ، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ يَقُولُ : أَعْرِفُ ، يَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ ، فَيَقُولُ : سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا ، وَأَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ ، ثُمَّ تُطْوَى تُطْوَى 'تطوى : تُغلق' صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الآخَرُونَ - أَوِ الكُفَّارُ - فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ الأَشْهَادِ 'الأشهاد : جميع من حضر ، وهو جمع الشهد والشهد جمع الشاهد' : { هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }[هود : 18]" وَقَالَ شَيْبَانُ : عَنْ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2052)