بَابُ الشُّرُوطِ فِي الوَلاَءِ

جَاءَتْنِي بَرِيرَةُ فَقَالَتْ : كَاتَبْتُ كَاتَبْتُ 'المكاتبة : اتفاق العبد مع سيده بدفع مال له مقابل عتقه' أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ أَوَاقٍ 'الأوقية : قيمة عُمْلَةٍ وَوَزْنٍ بما قدره أربعون درهما ، وقيل هي نصف سدس الرطل' فِي كُلِّ عَامٍ ، أُوقِيَّةٌ أُوقِيَّةٌ 'الأوقية : قيمة عُمْلَةٍ وَوَزْنٍ بما قدره أربعون درهما ، وقيل هي نصف سدس الرطل' ، فَأَعِينِينِي ، فَقَالَتْ : إِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ وَيَكُونَ وَلاَؤُكِ وَلاَؤُكِ 'الولاء : الانتماء والنسب والنصرة والمحبة والقرابة والإرث' لِي ، فَعَلْتُ ، فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا ، فَقَالَتْ لَهُمْ : فَأَبَوْا فَأَبَوْا أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره' عَلَيْهَا ، فَجَاءَتْ مِنْ عِنْدِهِمْ وَرَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) جَالِسٌ ، فَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكِ عَلَيْهِمْ ، فَأَبَوْا فَأَبَوْا أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره' إِلَّا أَنْ يَكُونَ الوَلاَءُ الوَلاَءُ 'الولاء : الانتماء والنسب والنصرة والمحبة والقرابة والإرث' لَهُمْ ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ (ﷺ) ، فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةُ النَّبِيَّ (ﷺ) ، فَقَالَ : "‎خُذِيهَا وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلاَءَ ، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" ، فَفَعَلَتْ عَائِشَةُ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فِي النَّاسِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى وَأَثْنَى 'الثناء : المدح والوصف بالخير' عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : "‎مَا بَالُ بَالُ 'ما بال كذا : ما شأنه' رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ أَوْثَقُ 'أوثق : أفضل وأثبت وأقوم' ، وَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1199)