بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ قُضِيَتِ الصَّلاَةُ أديت صلاة الجمعة وانتهت. فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ للتجارة والتصرف في حوائجكم. وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ اطلبوا الرزق والربح فهو مباح لكم فضلا من الله تعالى. وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً تِجَارَةً بضاعة أتي بها لتباع في المدينة. أَوْ لَهْوًا لَهْوًا كانوا في الجاهلية إذا أتت تجارة استقبلوها بالطبل والتصفيق فينتبه الناس إليها وهذا من اللهو فأطلق على كل ما ينبه إلى وجود التجارة من ضجيج وصوت إبل ونحو ذلك والله أعلم. انْفَضُّوا انْفَضُّوا تفرقوا. إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قَائِمًا على المنبر تخطب قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[الجمعة: 11] ، وَقَوْلِهِ : { لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ بِالْبَاطِلِ بالمحرم في الشرع كالربا والغصب. إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً تِجَارَةً أموال تجارة. عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ كل واحد منكم راض بما في يده من المال الذي أخذه مما يبيح الشرع التعامل به }[النساء: 29]

شرح حديث الباب

setting

وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ الْبَيْعَ هو في اللغة المبادلة وشرعا مبادلة مال بمال على سبيل التراضي. وَحَرَّمَ الرِّبَا الرِّبَا في اللغة الزيادة وشرعا هو زيادة على صفة مخصوصة في مال مخصوص وقال في النهاية هو الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايع. والحاصل أن مؤدي الربا أخذ مال غيره بلا عوض }[البقرة: 275] ، وَقَولُهُ : { إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً تِجَارَةً بضاعة أتي بها لتباع في المدينة. حَاضِرَةً حَاضِرَةً المبيع والثمن حاضران. تُدِيرُونَهَا تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ تقبضون المبيع والثمن بَيْنَكُمْ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ تقبضون المبيع والثمن }[البقرة: 282]المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 895)

شرح حديث رقم 2047

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :

إِنَّكُمْ تَقُولُونَ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، وَتَقُولُونَ مَا بَالُ المُهَاجِرِينَ ، وَالأَنْصَارِ لاَ يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ المُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ صَفْقٌ صَفْقٌ 'الصفق : التبايع' بِالأَسْوَاقِ ، وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) عَلَى مِلْءِ بَطْنِي ، فَأَشْهَدُ إِذَا غَابُوا ، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا ، وَكَانَ يَشْغَلُ إِخْوَتِي مِنَ الأَنْصَارِ عَمَلُ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ ما يتعلق بإصلاح أموالهم من مزارع ونحوها. أَمْوَالِهِمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ ما يتعلق بإصلاح أموالهم من مزارع ونحوها. ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا مِسْكِينًا لا شيء لي أتاجر به أو يشغلني إصلاحه. مِنْ مَسَاكِينِ الصُّفَّةِ الصُّفَّةِ موضع مظلل في المسجد كان يأوي إليه الغرباء وفقراء الصحابة رضي الله عنهم ومن ليس له منزل منهم وكان أبو هريرة رضي الله عنه رئيسهم.
'الصفة : هم فُقَرَاء المُهاجرين، ومن لم يَكُن له مِنْهم مَنْزل يَسْكُنه فكَانُوا يَأوُون إلى مَوضِع مُظَلَّل في مَسْجد المَدِينة يسكُنُونه'
، أَعِي أَعِي أحفظ. حِينَ يَنْسَوْنَ ، وَقَدْ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فِي حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ : "‎إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ أَقْضِيَ مَقَالَتِي أنتهي من حديثي. مَقَالَتِي أَقْضِيَ مَقَالَتِي أنتهي من حديثي. هَذِهِ ، ثُمَّ يَجْمَعَ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ ، إِلَّا وَعَى مَا أَقُولُ" ، فَبَسَطْتُ نَمِرَةً نَمِرَةً كساء مخطط أو ملون.
'النمار : جلود النُّمور، وهي السِّباع المعروفة، واحِدُها : نَمِر والنمار أيضا : كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مَآزِر وسراويل الأعراب فهي نَمِرة، وجمعُها : نِمار'
عَلَيَّ ، حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) مَقَالَتَهُ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي ، فَمَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) تِلْكَ مِنْ شَيْءٍالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 896)

شرح حديث رقم 2048

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

لَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ آخَى آخَى من المؤاخاة وهي أن يتعاقد الرجلان على التناصر والمواساة حتى يصيرا كالأخوين نسبا.
'آخى الرجلُ فلانا : صادقه واتخذه كأخيه، وآخى النبيُّ بين المهاجرين والأنصار أي: جعلهما في حكم الأخوين في النفقة والميراث'
رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ : إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالًا ، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي ، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ هَوِيتَ أردت وأحببت. نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا ، فَإِذَا حَلَّتْ ، تَزَوَّجْتَهَا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ ؟ قَالَ : سُوقُ قَيْنُقَاعٍ قَيْنُقَاعٍ قبيلة من قبائل اليهود الذين كانوا في المدينة. ، قَالَ : فَغَدَا فَغَدَا 'الغُدُو : السير أول النهار' إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَأَتَى بِأَقِطٍ بِأَقِطٍ 'الأقط : لبن مجفف يابس يطبخ به' وَسَمْنٍ ، قَالَ : ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوَّ الغُدُوَّ 'الغدو : الذهاب أول النهار' ، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ أَثَرُ أَثَرُ صُفْرَةٍ أثر الطيب الذي استعمله عند الزفاف. صُفْرَةٍ أَثَرُ صُفْرَةٍ أثر الطيب الذي استعمله عند الزفاف. ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎تَزَوَّجْتَ ؟" ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : "‎وَمَنْ ؟" ، قَالَ : امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : "‎كَمْ سُقْتَ سُقْتَ كم أعطيتها مهرا.
'ساق : دفع مهرا لزوجته'
؟"
، قَالَ : زِنَةَ زِنَةَ نَوَاةٍ وزنها. نَوَاةٍ زِنَةَ نَوَاةٍ وزنها. مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ - ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎ أَوْلِمْ أَوْلِمْ اصنع وليمة وهي الطعام الذي يصنع أيام العرس وَلَوْ بِشَاةٍ"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 897)

شرح حديث رقم 2049

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :

قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى فَآخَى من المؤاخاة وهي أن يتعاقد الرجلان على التناصر والمواساة حتى يصيرا كالأخوين نسبا.
'آخى الرجلُ فلانا : صادقه واتخذه كأخيه، وآخى النبيُّ بين المهاجرين والأنصار أي: جعلهما في حكم الأخوين في النفقة والميراث'
النَّبِيُّ (ﷺ) ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى ، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وَأُزَوِّجُكَ ، قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ ، فَمَا رَجَعَ حَتَّى اسْتَفْضَلَ اسْتَفْضَلَ ربح. أَقِطًا أَقِطًا 'الأَقِط : لبن مجفف يابس يطبخ به' وَسَمْنًا ، فَأَتَى بِهِ أَهْلَ مَنْزِلِهِ ، فَمَكَثْنَا يَسِيرًا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَجَاءَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ وَضَرٌ تلطخ من أثر الطيب الذي له لون.
'الوضر : أثر الشيء من طيب أو دهن أو وسخ وغير ذلك'
مِنْ صُفْرَةٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎ مَهْيَمْ مَهْيَمْ ما هذا وما أمرك وهي كلمة يستعملها أهل اليمن.
'مهيم : سؤال بمعنى ما شأنك ؟'
"
، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : "‎مَا سُقْتَ سُقْتَ 'ساق : دفع مهرا لزوجته' إِلَيْهَا ؟" قَالَ : نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ ، - أَوْ وَزْنَ وَزْنَ نَوَاةٍ وزنها. نَوَاةٍ وَزْنَ نَوَاةٍ وزنها. مِنْ ذَهَبٍ - قَالَ : "‎ أَوْلِمْ أَوْلِمْ اصنع وليمة وهي الطعام الذي يصنع أيام العرس
'الوليمة : ما يصنع من الطعام للعُرس ويُدعى إليه الناس'
وَلَوْ بِشَاةٍ"
المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 897)

شرح حديث رقم 2050

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :

كَانَتْ عُكَاظٌ ، وَمَجَنَّةُ ، وَذُو المَجَازِ ، أَسْوَاقًا أَسْوَاقًا يتاجرون فيها في موسم الحج. فِي الجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا كَانَ الإِسْلاَمُ ، فَكَأَنَّهُمْ تَأَثَّمُوا تَأَثَّمُوا اجتنبوا التجارة في موسم الحج احترازا عن الإثم وخشية أن يذهب الأجر.
'التأثم : التحرج وتجنب الوقوع في الإثم'
فِيهِ ، فَنَزَلَتْ : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ }[البقرة: 198] فِي مَوَاسِمِ مَوَاسِمِ جمع موسم وهو وقت الاجتماع للتجارة ونحوها سمي بذلك لأنه معلم يجتمع الناس إليه. الحَجِّ ، قَرَأَهَا قَرَأَهَا أي قرأ هذه اللفظة ' في مواسم الحج ' في جملة القرآن وهو خلاف المشهور فهي قراءة شاذة ولها حكم حديث الآحاد فتكون تفسيرا للآية وليست بقرآن ابْنُ عَبَّاسٍالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 898)