شرح حديث الباب

setting

سُورَةُ الزُّمَرِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { أَفَمَنْ يَتَّقِي يَتَّقِي بِوَجْهِهِ يجعل وجهه وقاية للعذاب وحاجزا عنه بِوَجْهِهِ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ يجعل وجهه وقاية للعذاب وحاجزا عنه }[الزمر : 24] : يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَهُوَ وَهُوَ قَوْلُهُ أي مثل قوله تعالى قَوْلُهُ وَهُوَ قَوْلُهُ أي مثل قوله تعالى تَعَالَى : { أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ ، أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ }[فصلت : 40] ، { غَيْرَ ذِي عِوَجٍ }[الزمر : 28] : لَبْسٍ ، { وَرَجُلًا سَلَمًا سَلَمًا وقرئ { سلما } و] سالما } لِرَجُلٍ }[الزمر : 29] : مَثَلٌ مَثَلٌ أي مثل ضربه الله تعالى للكافر الذي يعبد آلهة شتى فهو مشتت تتقاذفه جهات متعددة يسعى لكسب } رضاها وهي مختلفة الأهواء والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله عز وجل فهو مستقيم الوجهة يسعى لهدف واحد مطمئن النفس مرتاح البال ولقد عبر القرآن عن هذا أروع تعبير إذ قال { ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا }[رجلا مملوكا متشاكسون مختلفون متشاحون سيئة أخلاقهم سلما خالصا] فكما أن العبد المملوك لهذا العديد من النوع من المالكين يكون قلقا متعبا فكذلك الكافر والمشرك الذي يعبد غير الله تعالى وكما أن العبد الخاص بمالك واحد يكون مرتاحا ناعم البال فكذلك المؤمن الذي يخلص وجهه لله عز وجل لِآلِهَتِهِمْ الْبَاطِلِ وَالْإِلَهِ الْحَقِّ ، { وَيُخَوِّفُونَكَ وَيُخَوِّفُونَكَ يخوفك المشركون أن تصيبك أصنامهم بسوء إذا لم تكف عن عيبها وذمها وهذا عنوان ضلالتهم وجهلهم إذ لم يدركوا أنها لا تملك ضرا ولا نفعا بل الله تعالى هو القاهر فوق عباده وهو يحميك من كل أذى وسوء بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ }[الزمر : 36] : بِالْأَوْثَانِ ، خَوَّلْنَا خَوَّلْنَا يشير إلى قوله تعالى { فإذا مس الإنسان الضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم }[الزمر 49] أي إن من خلق هذا الإنسان أن يضرع إلى الله تعالى عند الشدائد ويتوجه إليه دون سواه فإذا كشفنا عنه المصيبة وأجبنا دعاءه وبدلنا النقمة عليه نعمة إذا به ينكر فضل الله تبارك وتعالى ويدعي أن ما هو فيه من نعمة حصله بجهده وناله باستحقاق لأنه أهل له : أَعْطَيْنَا { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ }[الزمر : 33] : الْقُرْآنُ ، { وَصَدَّقَ بِهِ }[الزمر : 33] : الْمُؤْمِنُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي ، عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ وَقَالَ غَيْرُهُ : { مُتَشَاكِسُونَ }[الزمر : 29] : الرَّجُلُ الشَّكِسُ : الْعَسِرُ لَا يَرْضَى بِالْإِنْصَافِ ، { وَرَجُلًا سِلْمًا }[الزمر : 29] : وَيُقَالُ : ( سَالِمًا ) صَالِحًا ، { اشْمَأَزَّتْ }[الزمر : 45] : نَفَرَتْ ، { بِمَفَازَتِهِمْ }[الزمر : 61] : مِنْ الْفَوْزِ ، { حَافِّينَ }[الزمر : 75] أَطَافُوا بِهِ ، مُطِيفِينَ مُطِيفِينَ من الإطافة وهي الدوران : بِحِفَافَيْهِ ، بِجَوَانِبِهِ ، { مُتَشَابِهًا }[البقرة : 25] : لَيْسَ مِنْ الْاشْتِبَاهِ الْاشْتِبَاهِ الالتباس والاختلاط ، وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي فِي التَّصْدِيقِ أي في تفسير بعضه بعضا التَّصْدِيقِ فِي التَّصْدِيقِ أي في تفسير بعضه بعضاالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2146)