شرح حديث رقم 4566

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ قَطِيفَةٍ 'القطيفة : كساء أو فراش له أهداب' فَدَكِيَّةٍ فَدَكِيَّةٍ أي من صنع فدك وهي بلدة مشهورة على مرحلتين من المدينة.
'فدكية : أي من صنع فدك ، وهي بلدة مشهورة على مرحلتين أو ثلاثة من المدينة'
، وَأَرْدَفَ وَأَرْدَفَ 'أردفه : حمله خلفه' أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ يَعُودُ 'العيادة : زيارة الغير' سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، قَالَ : حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ الأَوْثَانِ 'الأوثان : جمع وَثَن وهو الصنم، وقيل : الوَثَن كلُّ ما لَه جُثَّة مَعْمولة من جَواهِر الأرض أو من الخَشَب والحِجارة، كصُورة الآدَميّ تُعْمَل وتُنْصَب فتُعْبَد وقد يُطْلَق الوَثَن على غير الصُّورة، والصَّنَم : الصُّورة بِلا جُثَّة' وَاليَهُودِ وَالمُسْلِمِينَ ، وَفِي المَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَمَّا غَشِيَتِ غَشِيَتِ 'غشيت : أصابت' المَجْلِسَ عَجَاجَةُ عَجَاجَةُ غبار.
'العجاجة : الغبار'
الدَّابَّةِ ، خَمَّرَ خَمَّرَ غطى.
'خَمَّرَ الشَّيْء : غَطَّاه وستره'
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ بِرِدَائِهِ 'الرداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب' ، ثُمَّ قَالَ : لاَ تُغَبِّرُوا تُغَبِّرُوا 'لا تغبروا علينا : لا تثيروا علينا الغبار ، وهو ما صَغُر من التراب والرماد' عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ : أَيُّهَا المَرْءُ إِنَّهُ لاَ أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ ، إِنْ كَانَ حَقًّا فَلاَ تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا ، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ رَحْلِكَ منزلك.
'الرحل : المنزل سواء كان من حجر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غير ذلك'
فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاغْشَنَا فَاغْشَنَا فأتنا.
'فاغشنا : فائتنا وزرنا وخالطنا'
بِهِ فِي مَجَالِسِنَا ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ ، فَاسْتَبَّ فَاسْتَبَّ شتم كل فريق غيره ووصفه بما يعيبه. المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ وَاليَهُودُ ، حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ يَتَثَاوَرُونَ يتقاتلون.
'التثاور : القتال'
، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ (ﷺ) يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا ، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ (ﷺ) دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎يَا سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ ؟ - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ : كَذَا وَكَذَا" ، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ ، لَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ البُحَيْرَةِ يريد المدينة والبحيرة تصغير البحرة وهي تطلق على الأرض والبلد والبحار والقرى. عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ يُتَوِّجُوهُ يجعلوا على رأسه تاجا ليكون ملكا عليهم.
'تَوَّجتُه : ألْبَسْتُه التَّاج'
فَيُعَصِّبُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالعِصَابَةِ يعمموه بعمامة الملوك.
'عصّبه : توّجه وجعله ملكا'
بِالعِصَابَةِ فَيُعَصِّبُوهُ بِالعِصَابَةِ يعمموه بعمامة الملوك.
'عصّبه : توّجه وجعله ملكا'
، فَلَمَّا أَبَى أَبَى 'أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره ' اللَّهُ ذَلِكَ بِالحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ شَرِقَ شَرِقَ غص.
'شرق بالشيء : كرهه وضايقه وغص به'
بِذَلِكَ بِذَلِكَ بما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، وَكَانَ النَّبِيُّ (ﷺ) وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ ، وَأَهْلِ الكِتَابِ ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا }[آل عمران : 186] الآيَةَ الآيَةَ [آل عمران 186] وتتمتها { وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }[آل عمران 186] (تصبروا) على أذاهم. (تتقوا) تلتزموا شرع الله تعالى وتحذروا معصيته بالالتفات لما يدعوكم إليه أعداء دينه. (عزم الأمور) هي ما يجب التصميم عليه من الأمور ولا ينبغي لعاقل تركه والتزامه يدل على صواب التدبير والرشد فيه. ، وَقَالَ اللَّهُ : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا حَسَدًا يحسدونكم حسدا ويتمنون زوال نعمة الإيمان عنكم. مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ }[البقرة : 109] إِلَى آخِرِ آخِرِ الآيَةِ وهو { مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[البقرة : 109] (بأمره) بالإذن بقتالهم. الآيَةِ آخِرِ الآيَةِ وهو { مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[البقرة : 109] (بأمره) بالإذن بقتالهم. ، وَكَانَ النَّبِيُّ (ﷺ) يَتَأَوَّلُ يَتَأَوَّلُ العَفْوَ يفسر العفو بما أمر الله به من الصبر والاحتمال قبل الإذن بالقتال. العَفْوَ يَتَأَوَّلُ العَفْوَ يفسر العفو بما أمر الله به من الصبر والاحتمال قبل الإذن بالقتال. مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، حَتَّى أَذِنَ أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ أي في قتالهم وترك العفو إجمالا بترك القتال. اللَّهُ أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ أي في قتالهم وترك العفو إجمالا بترك القتال. فِيهِمْ أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ أي في قتالهم وترك العفو إجمالا بترك القتال. ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) بَدْرًا ، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ صَنَادِيدَ صَنَادِيدَ 'الصناديد : سادة الناس ، وزعماؤهم ، وعظماؤهم ، وأشرافهم' كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ : هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ تَوَجَّهَ ظهر وجهه وأنه ثابت مستقر ، فَبَايَعُوا الرَّسُولَ (ﷺ) عَلَى الإِسْلاَمِ فَأَسْلَمُواالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1977)