شرح حديث رقم 4418

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ،

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، وَكَانَ ، قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ ، حِينَ عَمِيَ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ، يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ ، تَبُوكَ ، قَالَ كَعْبٌ : لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا ، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يُرِيدُ عِيرَ عِيرَ 'العير : كل ما جلب عليه المتاع والتجارة من قوافل الإبل والبغال والحمير' قُرَيْشٍ ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَدُوِّهِمْ ما يحتاجون إليه في السفر والحرب. عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) لَيْلَةَ العَقَبَةِ العَقَبَةِ 'العقبة : طريق في الجبل وعر' ، حِينَ تَوَاثَقْنَا تَوَاثَقْنَا 'تواثقنا : تعاهدنا' عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ ، أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا ، كَانَ مِنْ خَبَرِي : أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ قَطُّ أي زمان مضى.
'قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان'
أَقْوَى أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ أكثر قوة ويسارا أي غنى. وَلاَ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ أكثر قوة ويسارا أي غنى. أَيْسَرَ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ أكثر قوة ويسارا أي غنى. حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ ، فِي تِلْكَ الغَزَاةِ ، وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ رَاحِلَتَانِ مثنى راحلة وهي ما يصلح للركوب والحمل في الأسفار من الإبل ويصلح للسفر. قَطُّ قَطُّ أي زمان مضى.
'قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان'
، حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الغَزْوَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا ، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الغَزْوَةُ ، غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ، وَمَفَازًا وَمَفَازًا 'المفازة : البرية القفر ، سميت مفازة تفاؤلا' وَعَدُوًّا كَثِيرًا ، فَجَلَّى فَجَلَّى 'جلى : أظهر وأبان' لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا لِيَتَأَهَّبُوا 'التأهب : الاستعداد' أُهْبَةَ أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ وفي نسخة (عدوهم) ما يحتاجون إليه في السفر والحرب.
'الأهبة : الاستعداد'
غَزْوِهِمْ أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ وفي نسخة (عدوهم) ما يحتاجون إليه في السفر والحرب.
'الأهبة : الاستعداد'
، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ ، وَالمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) كَثِيرٌ ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ ، يُرِيدُ الدِّيوَانَ ، قَالَ كَعْبٌ : فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ سَيَخْفَى لَهُ ، مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) تِلْكَ الغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ نضجت الثمار ولذ للنفوس أكلها وكثرت الظلال بتورق الأشجار ورغبت النفوس أن تتفيأ فيها. الثِّمَارُ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ نضجت الثمار ولذ للنفوس أكلها وكثرت الظلال بتورق الأشجار ورغبت النفوس أن تتفيأ فيها. وَالظِّلاَلُ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ نضجت الثمار ولذ للنفوس أكلها وكثرت الظلال بتورق الأشجار ورغبت النفوس أن تتفيأ فيها. ، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) وَالمُسْلِمُونَ مَعَهُ ، فَطَفِقْتُ فَطَفِقْتُ أخذت وشرعت.
'طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه'
أَغْدُو أَغْدُو 'الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار والمراد التبكير والإسراع في الأعمال' لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي : أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ بلغوا غاية اجتهادهم في التجهيز للخروج. بِالنَّاسِ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ بلغوا غاية اجتهادهم في التجهيز للخروج. الجِدُّ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ بلغوا غاية اجتهادهم في التجهيز للخروج. ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) وَالمُسْلِمُونَ مَعَهُ ، وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي جَهَازِي ما أحتاجه في سفري.
'جهاز المسافر : أهبته وما يحتاج إليه في قطع المسافة'
شَيْئًا ، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ ، فَغَدَوْتُ فَغَدَوْتُ 'الغُدُو : السير أول النهار' بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا فَصَلُوا خرجوا من المدينة وفارقوها. لِأَتَجَهَّزَ ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، ثُمَّ غَدَوْتُ غَدَوْتُ 'الغُدُو : السير أول النهار' ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ وَتَفَارَطَ الغَزْوُ فات وقته وتقدم.
'تفارط : فات وسبق'
الغَزْوُ وَتَفَارَطَ الغَزْوُ فات وقته وتقدم.
'تفارط : فات وسبق'
، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) فَطُفْتُ فِيهِمْ ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا مَغْمُوصًا محتقرا مطعونا في دينه أو متهما بنفاق.
'مغموصا : مطعونا في دينه متهما بالنفاق'
عَلَيْهِ النِّفَاقُ ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ ، فَقَالَ : وَهُوَ جَالِسٌ فِي القَوْمِ بِتَبُوكَ : "‎مَا فَعَلَ كَعْبٌ" ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَبَسَهُ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
بُرْدَاهُ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
وَنَظَرُهُ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
فِي حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
عِطْفِهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب.
'البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ يلتحف بهما'
، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ : فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلًا قَافِلًا راجعا من سفره إلى المدينة. حَضَرَنِي هَمِّي ، وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الكَذِبَ ، وَأَقُولُ : بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ سَخَطِهِ غضبه وعدم رضاه عما حصل مني.
'سخطه : غضبه'
غَدًا ، وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي ، فَلَمَّا قِيلَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) قَدْ أَظَلَّ أَظَلَّ قَادِمًا دنا قدومه إلى المدينة.
'أظل قادما : دنا قدومه إلى المدينة'
قَادِمًا أَظَلَّ قَادِمًا دنا قدومه إلى المدينة.
'أظل قادما : دنا قدومه إلى المدينة'
زَاحَ زَاحَ عَنِّي البَاطِلُ زال عني التفكير في الكذب والتماس الأعذار الباطلة. عَنِّي زَاحَ عَنِّي البَاطِلُ زال عني التفكير في الكذب والتماس الأعذار الباطلة. البَاطِلُ زَاحَ عَنِّي البَاطِلُ زال عني التفكير في الكذب والتماس الأعذار الباطلة. ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ ، فَأَجْمَعْتُ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ عزمت على أن أصدقه. صِدْقَهُ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ عزمت على أن أصدقه. ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) قَادِمًا ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ ، فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ المُخَلَّفُونَ المُخَلَّفُونَ الذين لم يذهبوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفوا عنه. ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَحْلِفُونَ لَهُ ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا ، فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) عَلاَنِيَتَهُمْ عَلاَنِيَتَهُمْ ظاهرهم. ، وَبَايَعَهُمْ وَبَايَعَهُمْ 'المبايعة : إعطاء المبايِع العهد والميثاق على السمع والطاعة وقبول المبايَع له ذلك' وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ سَرَائِرَهُمْ جمع سريرة وهي ما يكتم في النفوس.
'السريرة : ما يكتمه المرء ويخفيه ويسره في نفسه'
إِلَى اللَّهِ ، فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ ، ثُمَّ قَالَ : "‎تَعَالَ" ، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لِي : "‎مَا خَلَّفَكَ ، أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ اشتريت راحلتك.
'ابتاع : اشترى'
ظَهْرَكَ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ اشتريت راحلتك.
'ابتاع : اشترى'
"
، فَقُلْتُ : بَلَى ، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ سَخَطِهِ غضبه وعدم رضاه عما حصل مني.
'سخطه : غضبه'
بِعُذْرٍ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا جَدَلًا فصاحة وقوة حجة وكلام. ، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ ، لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي ، لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ يُسْخِطَكَ 'السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به' عَلَيَّ ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ ، تَجِدُ تَجِدُ تغضب. عَلَيَّ فِيهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ ، لاَ وَاللَّهِ ، مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ قَطُّ أي زمان مضى.
'قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان'
أَقْوَى ، وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ" ، فَقُمْتُ ، وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي ، فَقَالُوا لِي : وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا ، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لاَ تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ المُتَخَلِّفُونَ ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ يكفيك من ذنبك. ذَنْبَكَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ يكفيك من ذنبك. اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) لَكَ ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي يُؤَنِّبُونِي 'التّأنِيب : المبالغَة في التَّوبيخ والتَّعنِيف' حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ : هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، رَجُلاَنِ ، قَالاَ مِثْلَ مَا قُلْتَ ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هُمَا ؟ قَالُوا : مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ العَمْرِيُّ ، وَهِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الوَاقِفِيُّ ، فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ ، قَدْ شَهِدَا بَدْرًا ، فِيهِمَا أُسْوَةٌ أُسْوَةٌ قدوة.
'الأسوة : القدوة'
، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي ، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) المُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وَ تَغَيَّرُوا تَغَيَّرُوا لَنَا اختلفت أخلاقهم معنا عما كانت عليه من قبل من الود والألفة. لَنَا تَغَيَّرُوا لَنَا اختلفت أخلاقهم معنا عما كانت عليه من قبل من الود والألفة. حَتَّى تَنَكَّرَتْ تَنَكَّرَتْ تغيرت. فِي نَفْسِي الأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ ، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً ، فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا فَاسْتَكَانَا ذلا وخضعا وأصابهما السكون.
'استكان : خضع وذل'
وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ ، وَأَمَّا أَنَا ، فَكُنْتُ أَشَبَّ أَشَبَّ 'أشب : أصغر سنا وأكثر شبابا' القَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاَةَ مَعَ المُسْلِمِينَ ، وَ أَطُوفُ أَطُوفُ أدور. فِي الأَسْوَاقِ وَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي : هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلاَمِ عَلَيَّ أَمْ لاَ ؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ ، فَأُسَارِقُهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ أنظر إليه خلسة. النَّظَرَ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ أنظر إليه خلسة. ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاَتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ ، وَإِذَا التَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ أَعْرَضَ 'أعرض : ولى الأمر ظهره وصد عنه وانصرف' عَنِّي ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ جَفْوَةِ 'الجفوة والجَفَاء : البُعْد عَن الشيء ، وقطع الصلة والبر' النَّاسِ ، مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ تَسَوَّرْتُ صعدت على سور الدار.
'تسور : تسلق وصعد السور أو الحائط'
جِدَارَ حَائِطِ حَائِطِ بستان من نخيل.
'الحائط : الجدار'
أَبِي قَتَادَةَ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا قَتَادَةَ ، أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ فَسَكَتَ ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ ، فَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَفَاضَتْ فَفَاضَتْ عَيْنَايَ انهال دمعهما.
'فاضت عيناه : سال دمعها'
عَيْنَايَ فَفَاضَتْ عَيْنَايَ انهال دمعهما.
'فاضت عيناه : سال دمعها'
، وَتَوَلَّيْتُ وَتَوَلَّيْتُ 'تولى : انصرف' حَتَّى تَسَوَّرْتُ تَسَوَّرْتُ صعدت على سور الدار.
'تسور : تسلق وصعد السور أو الحائط'
الجِدَارَ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ المَدِينَةِ ، إِذَا نَبَطِيٌّ نَبَطِيٌّ فلاح.
'النَّبط والنَّبِيط : الْماء الذي يَخْرُج من قَعْرِ البئر إذا حُفِرَت وقيل : جيل من الناس كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين أو بسواد العراق'
مِنْ أَنْبَاطِ أَنْبَاطِ 'الأنباط : فلاحو العجم' أَهْلِ الشَّأْمِ ، مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ ، يَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ ، حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ دَفَعَ إِلَيَّ أعطاني. إِلَيَّ دَفَعَ إِلَيَّ أعطاني. كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ ، فَإِذَا فِيهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ جَفَاكَ أعرض عنك وقاطعك.
'جفا فلانا : أعرض عنه وقطعه'
وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ هَوَانٍ ذل وصغار.
'الهوان : الِاسْتِخْفَافُ بالشَّيء والِاسْتِحْقارُ ، والذل والإهانة'
، وَلاَ مَضْيَعَةٍ مَضْيَعَةٍ حيث يضيع حقك.
'مضيعة : حيث يضيع حقك'
، فَالحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ نُوَاسِكَ من المواساة وهي التسلية عن المصيبة. ، فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا : وَهَذَا أَيْضًا مِنَ البَلاَءِ البَلاَءِ الاختبار. ، فَتَيَمَّمْتُ فَتَيَمَّمْتُ قصدت.
'تيمم : أراد وقصد وتوجه'
بِهَا التَّنُّورَ التَّنُّورَ 'التنور : المَوْقِدُ' فَسَجَرْتُهُ فَسَجَرْتُهُ أوقدته بها.
'سجر : أوقد وأشعل'
بِهَا ، حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الخَمْسِينَ ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) يَأْتِينِي ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ لا تجامعها وهي عميرة بنت جبير الأنصارية رضي الله عنها.
'اعتزل : ابتعد'
امْرَأَتَكَ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ لا تجامعها وهي عميرة بنت جبير الأنصارية رضي الله عنها.
'اعتزل : ابتعد'
، فَقُلْتُ : أُطَلِّقُهَا ؟ أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا ، وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي : الحَقِي بِأَهْلِكِ ، فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ كَعْبٌ : فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ ضَائِعٌ قاصر عن القيام بشؤون نفسه. ، لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ ؟ قَالَ : "‎لاَ ، وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبْكِ" ، قَالَتْ : إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ من جماع ومباشرة وغيرها. إِلَى حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ من جماع ومباشرة وغيرها. شَيْءٍ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ من جماع ومباشرة وغيرها. ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ، مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي : لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) فِي امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لِامْرَأَةِ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ ؟ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لاَ أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) ، وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ ؟ فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ ، حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) عَنْ كَلاَمِنَا ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً ، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الحَالِ الحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ في قوله تعالى { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة : 118] الَّتِي الحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ في قوله تعالى { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة : 118] ذَكَرَ الحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ في قوله تعالى { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة : 118] اللَّهُ الحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ في قوله تعالى { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة : 118] ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي ، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ رَحُبَتْ 'بما رحبت : على سعتها وفضائها' ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ ، أَوْفَى أَوْفَى أشرف. عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ سَلْعٍ جبل معروف في المدينة. بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ ، قَالَ : فَخَرَرْتُ فَخَرَرْتُ أسقطت نفسي على الأرض.
'خر : سقط وهوى بسرعة'
سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ ، وَ آذَنَ آذَنَ أعلم. رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلاَةَ الفَجْرِ ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا ، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ ، وَ رَكَضَ رَكَضَ استحث من الركض وهو الضرب بالرجل على بطن الفرس لتسرع إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا ، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ ، فَأَوْفَى عَلَى الجَبَلِ ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الفَرَسِ ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي ، نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ ، فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا ، بِبُشْرَاهُ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا ، يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ ، يَقُولُونَ : لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، قَالَ كَعْبٌ : حَتَّى دَخَلْتُ المَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ يُهَرْوِلُ 'الهرولة : ضرب من السير وهو بين المشي والإسراع' حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي ، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ، قَالَ كَعْبٌ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ، وَهُوَ يَبْرُقُ يَبْرُقُ 'برق : لمع واستنار كالبرق' وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ : "‎أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ" ، قَالَ : قُلْتُ : أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : "‎لاَ ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ أَنْخَلِعَ 'أنخلع : أخرج من مالي وأتنازل عنه وأتعرى منه وأتصدق به' مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : "‎أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" ، قُلْتُ : فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي سَهْمِي 'السهم : النصيب' الَّذِي بِخَيْبَرَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا ، مَا بَقِيتُ فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ أَبْلاَهُ أَبْلاَهُ 'أبلى : منح وأنعم' اللَّهُ فِي صِدْقِ الحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي أَبْلاَنِي 'أبلى : منح وأنعم' ، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ (ﷺ) : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ }[التوبة : 117] إِلَى قَوْلِهِ { وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }[التوبة : 119] فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ قَطُّ أي زمان مضى.
'قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان'
بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلاَمِ ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، أَنْ لاَ أَكُونَ كَذَبْتُهُ ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا - حِينَ أَنْزَلَ الوَحْيَ - شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ }[التوبة : 95] إِلَى قَوْلِهِ { فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ }[التوبة : 95] ، قَالَ كَعْبٌ : وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) حِينَ حَلَفُوا لَهُ ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ : { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا }[التوبة : 118] وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنِ الغَزْوِ ، إِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا ، وَإِرْجَاؤُهُ وَإِرْجَاؤُهُ 'الإرجاء : التأخير' أَمْرَنَا ، عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 1905)