بَابُ كَرَاهِيَةِ الشَّفَاعَةِ فِي الحَدِّ إِذَا رُفِعَ إِلَى السُّلْطَانِ

أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّتْهُمُ المَرْأَةُ المَخْزُومِيَّةُ الَّتِي سَرَقَتْ ، فَقَالُوا : مَنْ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) ، وَمَنْ يَجْتَرِئُ يَجْتَرِئُ 'الجَرَاءة : الإقْدَام على الشيء والشجاعة' عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ حِبُّ 'الحب : الحبيب' رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) ، فَقَالَ : أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ حَدٍّ 'الحَدّ والحُدُود : محَارم اللّه وعُقُوبَاتُه المحددة الَّتي قرَنَها بالذُّنوب' مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ ، قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ الشَّرِيفُ 'الشريف : السيد ومن له مكانة في قومه' تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ وَايْمُ 'وايم الله : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمُن الله' اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ (ﷺ) ، سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَاالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2997)