بَابُ مَنْ دَعَا بِرَفْعِ الوَبَاءِ وَالحُمَّى

شرح حديث رقم 5677

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ :

لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) وُعِكَ وُعِكَ 'وعك : أصابه ألم من شدة المرض والحمى والتعب' أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ ، قَالَتْ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ وَيَا بِلاَلُ كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَتْ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُولُ :
{ البحر : الرجز }
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ مُصَبَّحٌ 'مصبح : مصاب بالموت صباحا' فِي أَهْلِهِ ... وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ شِرَاكِ 'الشراك : أحد السيور من الجلد والتي تمسك بالنعل على ظهر القدم' نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ أُقْلِعَ 'الإقلاع : الانقطاع والكف والترك والانتهاء عن الأمر' عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ عَقِيرَتَهُ 'العقيرة : الصوت' فَيَقُولُ :
{ البحر : الطويل }
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ بِوَادٍ 'الوادي : كل منفرج بين الجبال والتلال ، يكون مسلكا للسيل ومنفذا' وَحَوْلِي إِذْخِرٌ إِذْخِرٌ 'الإذخِر : حشيشة طيبة الرائِحة تُسَقَّفُ بها البُيُوت فوق الخشبِ ، وتستخدم في تطييب الموتي' وَجَلِيلُ وَجَلِيلُ 'الجليل : نبات طيب الرائحة'
{ البحر : الطويل }
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ ... وَهَلْ تَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، وَصَحِّحْهَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا صَاعِهَا 'الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين' وَمُدِّهَا وَمُدِّهَا 'المد : كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين وقيل غير ذلك' ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا حُمَّاهَا ' الحُمَّى : علة يستحر بها الجسم' فَاجْعَلْهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ خص الجحفة بهذا لأنها كانت يومئذ دار ش رك وقيل كان أهلها من اليهود وكان يخاف منهم أن يعينوا أهل الكفر عليه فدعا عليهم بذلك وسأل الله تعالى أن يشغلهم عنه بالوباء وقد أجاب الله تعالى دعاءه وحقق رجاءه بِالْجُحْفَةِ فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ خص الجحفة بهذا لأنها كانت يومئذ دار ش رك وقيل كان أهلها من اليهود وكان يخاف منهم أن يعينوا أهل الكفر عليه فدعا عليهم بذلك وسأل الله تعالى أن يشغلهم عنه بالوباء وقد أجاب الله تعالى دعاءه وحقق رجاءهالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2564)