بَابُ مَنِ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَتَرَكَ الأَجِيرُ أَجْرَهُ ، فَعَمِلَ فِيهِ المُسْتَأْجِرُ فَزَادَ ، أَوْ مَنْ عَمِلَ فِي مَالِ غَيْرِهِ ، فَاسْتَفْضَلَ

شرح حديث رقم 2272

setting

المصدر ممتد حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) يَقُولُ :

"‎انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ رَهْطٍ ما دون العشرة من الرجال ولا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه.
'الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة'
مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا أَوَوْا التجؤوا إلى موضع ليبيتوا فيه.
'أوى وآوى : ضم وانضم ، وجمع ، حمى ، ورجع ، ورَدَّ ، ولجأ ، واعتصم ، ووَارَى ، ويستخدم كل من الفعلين لازما ومتعديا ويعطي كل منهما معنى الآخر'
المَبِيتَ إِلَى غَارٍ غَارٍ 'الغار : كل منخفض من الأرض ، ومثل البيت المحفور في الجبل' ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ فَانْحَدَرَتْ 'انحدرت : نزلت' صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ أَغْبِقُ 'الغبوق : شرب آخر النهار' قَبْلَهُمَا أَهْلًا ، وَلاَ مَالًا فَنَأَى فَنَأَى 'النأي : البعد' بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا ، فَلَمْ أُرِحْ أُرِحْ 'أريح : أرجع' عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا غَبُوقَهُمَا 'الغبوق : شرب آخر النهار' ، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا ، فَلَبِثْتُ فَلَبِثْتُ 'اللبث : الإبطاء والتأخير والانتظار والإقامة' وَالقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ ، أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ بَرَقَ 'برق الفجر : طلع وظهر ضياؤه' الفَجْرُ ، فَاسْتَيْقَظَا ، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا غَبُوقَهُمَا 'الغبوق : شرب آخر النهار' ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لاَ يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ"
، قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎وَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ ، كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ، فَأَرَدْتُهَا فَأَرَدْتُهَا 'أردتها عن نفسها : كناية عن الجماع' عَنْ نَفْسِهَا ، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ أَلَمَّتْ نزلت بها سنة من سني القحط فأحوجتها.
'ألمت بها سنة : أصابتها شدة وحاجة'
بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ ، فَجَاءَتْنِي ، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ تُخَلِّيَ 'خَلَّى : ترك وابتعد وأفسح' بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا ، قَالَتْ : لاَ أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ الخَاتَمَ 'فض الخاتم : كناية عن الجماع' إِلَّا بِحَقِّهِ ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا"
، قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ) : "‎وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ ، فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ أَدِّ 'الأداء : الوفاء وإعطاء الحقوق' إِلَيَّ أَجْرِي ، فَقُلْتُ لَهُ : كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ الإِبِلِ 'الإبل : الجمال والنوق ، ليس له مفرد من لفظه' وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ وَالرَّقِيقِ وَالرَّقِيقِ المملوك يطلق على الواحد والجمع والذكر والأنثى ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَسْتَهْزِئُ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ ، فَاسْتَاقَهُ فَاسْتَاقَهُ 'استاق : ساق وقاد' ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ"المصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 991)