بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ (ﷺ) لاَ يَأْكُلُ حَتَّى يُسَمَّى لَهُ ، فَيَعْلَمُ مَا هُوَ

أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَيْفُ اللَّهِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) عَلَى مَيْمُونَةَ ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا ضَبًّا دويبة تأكلها الأعراب مَحْنُوذًا مَحْنُوذًا مشويا
'المحنوذ : المشوي' ، قَدْ قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ الضَّبَّ 'الضب : حيوان بري له ذيل عريض خشن' لِرَسُولِ اللَّهِ (ﷺ) ، وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ وَيُسَمَّى لَهُ ، فَأَهْوَى فَأَهْوَى 'أهْوَى : يقال أهوى يَدَه وبِيَده إلى الشَّيء لِيَأخُذَه ويمسك به' رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الحُضُورِ : أَخْبِرْنَ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) مَا قَدَّمْتُنَّ لَهُ ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ : أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي ، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ أَعَافُهُ أكرهه لأنه لم يكن مألوفا لديه
'أعافه : أكرهه ولا أسيغه' قَالَ خَالِدٌ : فَاجْتَرَرْتُهُ فَاجْتَرَرْتُهُ 'اجتره : سحبه إليه وجره ناحيته' فَأَكَلْتُهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) يَنْظُرُ إِلَيَّالمصدر: صحيح البخاريالجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422 ه (الصفحة: 2447)